
أعلن التحالف الذي تقوده السعودية، والذي يقوم بضربات جوية في اليمن، عن أسفه لسقوط ضحايا من مدنيين هناك، وتشكيل فريق تحقيق مستقل "لتقييم الحوادث والتحقيق في قواعد الاشتباك وآلية الاستهداف المتبعة وتطويرها"، بحسب بيان صدر عن قيادة التحالف الأحد.
وقال بيان القيادة، الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية، إنها "تأسف بشدة لسقوط ضحايا مدنيين في اليمن، وتؤكد مجددا على أنها تأخذ بكافة الاحتياطات الممكنة لحماية المدنيين وأفراد الوحدات الطبية والمنظمات الإنسانية وهيئات الإغاثة والصحفيين والإعلاميين".
وكانت لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة اتهمت في تقرير أصدرته هذا الأسبوع التحالف الذي تقوده السعودية باستهداف المدنيين في اليمن، وقدمت توثيقا لـ 119 حالة تقول إنها تتعلق بانتهاكات للقانون الإنساني الدولي.
وأعلنت قيادة التحالف في بيانها أنها شكلت "فريق مستقل عالي المستوى من ذوي الكفاءة والاختصاص من كبار الضباط والمستشارين العسكريين والخبراء في مجال الأسلحة والقانون الدولي الإنساني لتقييم الحوادث والتحقيق في قواعد الاشتباك وآلية الاستهداف المتبعة وتطويرها".

واشار البيان إلى أن الهدف من ذلك هو "الخروج بتقرير واضح وكامل وموضوعي لكل حالة على حدة يتضمن الاستنتاجات والدروس المستفادة والتوصيات والإجراءات المستقبيلة الواجب اتخاذها".
وفي مارس/آذار بدأت السعودية وعدد من الدول الحليفة لها حملة عسكرية وضربات جوية لمنع الحوثيين (الذين تعتبرهم حلفاء لإيران) وقوات الجيش التابعة للرئيس السابق علي عبد الله صالح المتحالفة معهم، من السيطرة على عموم اليمن بعد سيطرتهم على العاصمة صنعاء وأجزاء كبيرة من البلاد.
وينفي الحوثيون تلقيهم الدعم من إيران متهمين السعودية بشن عدوان عسكري على اليمن.

وقد أعربت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي عن مخاوفها بشأن الأضرار التي تلحق بالمدنيين مع تصاعد العنف في اليمن.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي نيد برايس إن "الولايات المتحدة تتعامل بجدية مع روايات ذات مصداقية عن مقتل مدنيين وندعو مجددا كل أطراف الصراع في اليمن إلى بذل أقصى ما في وسعها لتفادي إلحاق الضرر بالمدنيين".
وكانت الأمم المتحدة قالت مطلع هذا الشهر إنها تلقت تقارير عن استعمال القنابل العنقودية في المناطق التي بها مدنيون في العاصمة اليمنية صنعاء، واصفة "استعمال القنابل العنقودية في المناطق المأهولة بالسكان قد يشكل جريمة حرب".

وعبر الأمين العام للأمم المتحدة بان غي مون حينها عن قلقه "بشأن تقارير عن غارات مكثفة على مناطق سكنية، وعلى بنايات مدنيين، بينها الغرفة التجارية، وقاعة حفلات، ومركز للمكفوفين".
وقد قتل أكثر من 6000 شخص، نصفهم من المدنيين في القتال والضربات الجوية منذ بدء القتال والحملة العسكرية في اليمن،كما جرح نحو 27 الف شخص آخر، بحسب احصاءات الأمم المتحدة.
