![]() |
من المسؤول عن أحداث أسوان وغيرها.. وماذا بعد؟! Aswan |
أثناء مشاهدتنا للمباراة الودية التى أقيمت بين منتخبى مصر وليبيا على استاد أسوان يوم الجمعة الماضى، تم إلقاء قنبلة غاز مسيلة للدموع خارج الاستاد، مما أدى إلى إنتشار الغاز فى الملعب وإصابة بعض اللاعبين بإختناق وخروج لاعبى الفريقين والجهاز الفنى ركضاً من الملعب، بجانب بعض الفوضى الذى حدث فى المدرجات بين الجماهير الحاضرة.
الأمر الذى استدعى إندهاش الجميع فلم يعلم أحد من أين أتت تلك القنبلة وما السبب الحقيقى وراء القائها، ثم بعد ذلك خرج علينا مراسلين بعض البرامج الرياضية الذين أوضحوا إن السبب هو تجمع بعض الجماهير الراغبة فى مشاهد المباراة أمام الاستاد، والتى لم تستطع حضور المباراة لإمتلاء الإستاد بالجماهير مما أدى إلى تدخل أفراد الداخلية للتعامل معهم ومحاولة تفريقهم عن طريق إلقاء قنابل الغاز المسيلة للدموع، ليقوم إعلامى إحدى البرامج الرياضية بإلقاء التهم على الجماهير أنفسهم واصفا إياهم بالمخربين، دون تأكده بشكل تام عما حدث خارج الاستاد.
وعلل ذلك بأن هناك فئة معينة من الجماهير هى الوحيدة التى تسعى لنشر الفوضى، ودون القاء أى لوم على تعامل الداخلية، ليفاجئ بعدها بإتصال من محافظ أسوان اللواء مجدى حجازي بأن قنبلة الغاز قد ألقيت عن “طريق الخطأ”، لتفريق الجماهير المجمعة أمام الاستاد، خاتماً حديثه إن كل شئ تحت السيطرة.
ليترك الإعلامى الكبير معظم الحديث عن الخطأ الذى وقع وكان من الممكن أن يتسبب فى كارثة أخرى مؤكداً على ان كل شئ تحت السيطرة، لم يعر ذلك الإعلامى وغيره أى إهتمام عن رغبة تلك الجماهير المتشوقة لمشاهدة مباراة فى كرة القدم مثل أى مباراة تقام فى دول العالم، وخصوصاً بعد منع دخول الجماهير لحضور مباريات الدورى العام وغيره منذ فترة طويلة، معللين ذلك بالحالة الأمنية وعدم المقدرة على التأمين!
كما لم يعر أى إهتمام أيضاً بكمية الأخطاء التى تقوم بها أفراد الداخلية عند تأمين مباراة فى كرة القدم وتسببهم فى الكثير من الكوارث مثل حادثة مجزرة بورسعيد التى راح ضحيتها أكثر من 74 شهيداً من جماهير الأهلى ومجزرة دار الدفاع الجوى التى راح ضحيتها أكثر من 20 شهيد من جماهير الزمالك، ملقياً باللوم على الجماهير فهم المتسببين فى قتل أنفسهم، أما بالحديث عن الداخلية فكل شئ تحت السيطرة حتى وإن تسبب فى قتل المئات.
وعند المقارنة بدول العالم الآخر نلاحظ أن هناك قوات أمن خاصة هى المسؤولة عن تأمين المباريات بجانب تواجد قوات خاصة لمكافحة الشغب هى المعينة فى حالة حدوث أى فوضى، ولا توجد أى علاقة بينها وبين أفراد وزارة الداخلية المسؤولة عن حماية البلد والمواطنين وليس تروعيهم.
فإذا لم تستطع وزارة الداخلية تأمين المباريات، فلماذا يتم الإستعانة بهم؟! وإذا لم يملكوا كل آليات ضبط النفس عند التعامل مع حالات الشغب، فماذا ننتظر حدوثه فى المستقبل عند عودة الجماهير مرة آخرى للمدرجات؟
ومن المسؤول عن تكرار تلك الإخطاء الصادرة من قوات الداخلية عند تأمينهم مباراة بجمهور والتى تسببت فى كوارث عديدة فى الماضى، ومن المحتمل حدوثها فى المستقبل إذا إستمرت مسؤولية التأمين من اختصاص وزارة الداخلية، وأين المحاسبة؟
المصدر
بوابة يناير