PropellerAds

الخميس، 18 فبراير 2016

الجنرال يخطب في شعب آخر sisi

الجنرال يخطب في شعب آخر sisi
الجنرال يخطب في شعب آخر sisi
“بنحبك يا ريس وانا كمان بحبكو كلكو”
استهل نواب الشعب المصري لقاءهم برئيسهم المفدى بتلك العبارة الصادقة المعبرة عن النوايا الحقيقة التى لا تحمل أى شك أنهم يدينون بالولاء للجنرال الذى أتى بهم إلى مقاعدهم فى المجلس الموقر، عبارة تؤكد لمن يرد له الفضل اليوم لما وصلوا اليه من منصب رفيع. عبارة تؤكد بدون أى مواربه أنهم نواب عبد الفتاح السيسي وليسوا نواباً للشعب المصرى.
“نقف اليوم على خارطة الطريق يوم أن أردنا استعادة الوطن ممن أرادوا اختطافه وقد قام الشعب بثورة نقية”:
لا أدرى على وجه التحديد عن أى ثورة يحدثنا الجنرال، فإن كان يقصد يناير الأولى فأحد أبرز أعضاء مجلسه الموقر لا يترك مناسبة إلا ويجاهر بشديد عدائه للثورة والثوار بل هناك ما هو أبعد من ذلك.
فعضو مجلس الشعب البارز ثبت تورطه بالأدلة القاطعة فيما عرف بموقعة الجمل، ولكنه لم يساءل ولم يسائل أحداً عن الدماء التى سالت ذلك اليوم، ولم تقتص العدالة من واحد من مرتكبى هذه الجريمة النكراء حتى يومنا هذا وباتت القضية برمتها طى النسيان .
أو لعله يقصد موجة يونيو التى أطاحت بحلم الحاكم المدنى وأعادت الجيش ليتصدر المشهد وينقض على السلطة مرة اخرى.
“صدق الكلمات فرض ودقتها ضرورة والحقيقة أنكم وصلتم إلى مقاعدكم هذه نتيجة لانتخابات حرة نزيهة تمت فى مناخ آمن وأجواء شفافة شهد لها العالم كله بذلك وكانت تعبيرا عن إرادة الشعب المصري العظيم”: 
يرى الرئيس أن الانتخابات التى حظيت بمشاركة ضئيلة والتى تمت فى أجواء إقصائية ووسط حشد إعلامى لفريق بعينه، و التى كانت الرشاوى الانتخابية تمنح فيها لتوجيه إرادة الناخبين على مرأى ومسمع بل وبمباركة من الدولة هى انتخابات نزيهة وحرة وشفافة. يرى الجنرال النزاهة والشفافية فى شكلها وظاهرها ونراها نحن فى مضمونها وجوهرها.
“استطاع شعبنا أن يسترد حلمه ضد دعاوى الردة والتخلف تحت مظلة الديمقراطية”:
يقف الرئيس فى قاعة امتلأت بدروعه البشرية من رجال حراسته الخاصة يروى لنا قصصا عن مصر التى ترفل فى ثياب الديمقراطية وهى ديمقراطية زائفة أصبحت تتناولها كل الصحف العالمية فقد أوردت مجلة “جون افريك” الناطقة بالفرنسية والتى تهتم بالشأن الأفريقى فى حوار مطول أجرته مع الجنرال فى 14 فبراير الجاري:
“ديمقراطية الجنرال المصرى هى ديمقراطية يحظى بها أنصاره ومؤيدوه فقط فاذا ما أدار وجهه شطر معارضيه من اليسار أو اليبراليين أو الاسلاميين، وكل من شارك فى ثورة يناير تبدى وجه الطاغية وأظهر شديد عدائه وجل بطشه بهم”.
“لن نسمح لأحد بعرقلة التقدم الإقتصادى و الإجتماعى والتكنولوجى والمعرفى”:
لم يغفل الرئيس ذكر مشروع التفريعة الجديدة لقناة السويس التى أودت بستين ملياراً من النقود السائلة التى استقطعها المصريون من مدخراتهم على إثر الدعايا الزائفة التى قام بها الإعلام المضلل فالقوا بأموالهم لاهثين وراء سراب المشروع القومى.
ولكن التفريعة الجديدة لم تؤتى ثمارها بل على العكس انخفض حجم الملاحة فى قناة السويس ولم يعد من المستبعد أن الدولة قد تواجه عجزاً فى سداد الفوائد وقد تواجه عجزاً أشد فى سداد أصل المبلغ.
لم يفطن التراس الجنرال أنه كان باحثاً عن مجد شخصي وأنه مشروع لا طائل منه ولا يرجى منه فائدة أو مكسب فعلى.
ظل يطنطن فى خطابه بمئات من الجمل والعبارات الرنانة التى لا تستند إلى حقائق ,عن إقامة شبكات من الطرق تمتد لآلاف الكيلومترات ومطارات جوية وموانىء بحرية وياقوت ومرجان وجوز ولوز كمان.
وعلى ذكر الانجازات العظيمة,السرية بالطبع والتى لا تبصرها إلا عين الجنرال وعيون مواليه:ورد تصريح على لسان وزير الاستثمار قال فيه إن العجز وصل لنسبة 5و11 % وإن البنك المركزى يقوم بطباعة الأوراق المالية منذ فترة ليست بالقليلة وأنه فى ظل هذه الظروف قد يصعب على الحكومة تلبية مطالب المواطنين وسد العجز.
“لقد انتميت للمؤسسة العسكرية مقاتلا وتعلمت التضحية وانكار الذات”: 
يريد أن يسوق لنا الجنرال نظرية أن انتماءه لجيش مصر العظيم هى تذكرة مروره للقلوب والعقول وكفى بها تذكرة، فيرى أن للجيش أياد بيضاء على مصر، وإن كان هو وزير الدفاع السابق وابن تلك المؤسسة الوطنية فهو بالتبعية محل وأهل لثقة المصريين بلا جدال أو نقاش.
هورجل عسكرى إذاً: هو فوق المحاسبة.
ولتصبح مباهاته تلك هى الحجة التى يخرس بها أفواه المعارضين إن أرادت مراجعته فى أي أمر فيصبح من السهل عليه الصاق تهم العمالة والخيانة بهم, فهو الجيش والجيش هو، وكل من يوجه النقد لسياسته أصبح وكأنه يوجه النقد لجيش البلاد ودرعها وحاميها وحارسها الأمين.
“سيادة الفرعون نسمع ضجيجاً ولا نرى طحيناً”:
نرى فقط تهديداً وسجناً واعتقالا واستخدام غير مقنن للنفوذ والسلطة وبطشاً بالضفعاء وقتلاً للأبرياء ووأدوا للحريات.
تذكرنى خطبة الرئيس بالملك الذى أراد ثوباً لا يضاهيه ثوب فما كان من أحد الخياطين إلا أن حاك له ثوبا وهمياً لا وجود له وخدعه فقال له إنه ثوباً لن يراه إلا الحكماء ، سار الملك عارياً فى السوق متوهماً أن ثوبه المصنوع من خيوط الشمس والقمر يوارى سوءاته أحنى الجميع رؤوسهم فى حضرة الملك ,إلا طفلا صغيرا رفع رأسه ليشاهد الملك وصاح قائلاً: “إنى أرى الملك عاريا”. أكرر صيحة الطفل ذو الفطرة السليمة إنى أرى الملك عاريا.
المصدر
بوابة يناير

هند عادل