PropellerAds

السبت، 27 فبراير 2016

طارق عبدالجابر يكتب : الوطن للجميع Tareq Abdel Jaber

طارق عبدالجابر يكتب : الوطن للجميع Tareq Abdel Jaber
طارق عبدالجابر يكتب : الوطن للجميع Tareq Abdel Jaber

(1)

تقذفني رياح اليأس نحو زوابع الحرمان، وحب وطني يلهب مشاعر الحزن والشجن، تسيل دموع الحب ، وأنكس رأسي وأرفعها لأجد عيون محدقة بأحقاد السنين وغل القبلية والعنصرية والاضطهاد، فلا مجال للحب بعد الآن.

وللحب درجات أعلاها حب الذات والمال والولد، وأدناها حب الألم، فقد زهدت في الحياة بعد أن أضناني شوقي لتراب وطني، فأصبح الألم هو ملاذي الذي يعيد لي ذكريات جمعها طمي نيل مصر العظيم وبعثرتها وحدة الغربة، فلا أحد بجواري في الفرح والسقم، وأتساءل أين عبق الصحبة الذي يأسر قلبي وكياني في وطني الغالي.

(2)

وبالصبر أنتظر وأحلم باللقاء، ولا ألملم سوي بعثرات أمل.

أحاول النسيان والشوق يحرقني .. لكني أتضرع للقاء وطني الغالي.

أنا عاشق والعشق مكاني وشراعي ومرساي.

ورياح الكره عاتية ولم أكن لأبالي.

بل شددت حبال الأمل شداً.. لترسو سفينة عمري لوطني الغال.

نعم إنها الوحدة والمرض.. أليس هناك من يشعر ويبالي؟

أبيات شعرية أخرجتها طواعية من قلبي الذي يحتضر من الحنين والشوق لمصر الحبيبة.

(3)

هل تناسوا أنني مصري مسلم ناطق بالعربية ؟ هل العصبية والقبلية والاضطهاد لمن خالف رأي طمس علي أعينهم؟، فجميعنا يعرف أن الطبيعة البشرية من سماتها التقلب والتغيير، والتغييرعند الاقتصاديين يعني الاستقرار، والاستقرار بمعناه الأشمل يعني الاستقرار النفسي للشعوب، وهو ذلك الاستقرار الذي يقود إلي السعادة.

ولم يأمرنا ديننا الحنيف بالتقوقع علي الذات والخوض في الأعراض والملذات، بل دعاني إلي التكاثر والانتشار في الأرض، فجميعنا بني آدم وآدم من تراب، والتراب من صنع الخالق عز وجل.

فلك أكن كافراً لأحرم من دخول وطني، وحتي الكافر له حق التمتع بتراب وطنه، فالدين لله والوطن للجميع، حيث تعد العقيدة محور ارتكاز ينشأ عليه المرأ ويستحيل تغييره ، فأنا لم أدع لدين جديد ليتم نبذي وقهري من حنيني لوطني في الغربة ..

وللتوضيح فقط لم أكن يوماً إخوانياً أو منتميا لهذه لجماعة بأي حال من الاحوال، ولم أقابل أحداً من قادتها علي الإطلاق، بل أنا أحد مؤسسي حزب الجبهة الديمقراطية الذي كان يتزعمه الدكتور أسامة الغزالي حرب، وعلي من يدعي ذلك علي أن يثبت بالدليل القاطع ما يقول.

ولم أدع يوما إلي القتل ولا العنصرية ولا اضطهاد أي فئة، بل كنت دائماً ما ادعو إلي العدل زالسلام بين كل أطياف الشعب لأننا جميعاً مصريون وتظلنا مظلة واحدة ودم واحد، وكنت أدعو دائماً إلي وحدة الصف لنقف أمام أعداء مصر الحقيقيين.

قضيتي ليست لسان حالي، بل حال الآلاف ممن يشعرون بألم الفراق.

في النهاية أريد أن أقول أن المهم أن أتفق أو أتوافق مع مصر التي تسكن خلاياي وضميري وهي الأبقي والأبهي والنظم عابرة.. وعموماً الاختلاف حق، فليس المهم أن أختلف أو أتفق مع النظام الحاكم المهم أن أكون مع مصر في الشدة قبل الرخاء وفي العسر قبل اليسر، وليس عندي مانع أن أقول لأي نظام في مصر أحسنت.. إذا أحسن في النهاية يهمنا مصر.
المصدر
بوابة يناير