يستهلك البشر حوالي 250 مليون طن من اللحوم سنويًا، وتزداد هذه الكمية بمقدار 5 ملايين طن لكل عام. فتعتبر الصين أكثر دول العالم استهلاكًا للحوم، يأتي بعدها كل من؛ الولايات المتحدة الأمريكية، والبرازيل، ثم ألمانيا، وروسيا، وفرنسا، واليابان، والمكسيك، والهند، وأخيرًا تأتي إيطاليا في المركز العاشر. حيث يأكل كل فرد حول العالم في المتوسط 40 كيلو جرامًا من اللحوم سنويًا، بينما في الدول العَشْر الأكثر استهلاكًا للحوم يأكل كل فرد في المتوسط 123 كيلوجرامًا سنويًا.
ولتلبية احتياجات البشر من اللحوم، لا بد من ذبح أعداد هائلة من البقر والأغنام والماعز، وغيرها من الحيوانات الأخرى. مما يثير غضب الجمعيات والمنظمات الحقوقية التي تدافع عن الحيوان، والتي تدعو بطبيعة الحال إلى تجنب أكل اللحوم والاعتماد على الخضراوات كبديل نظرًا لأضرار اللحوم الجسيمة على الصحة. لذلك سنتناول بعض الأسئلة للتعرف على أهمية تناول اللحوم، وكذلك مدى ضررها على الصحة، لنحكم في النهاية هل يجب علينا الابتعاد عن تناول اللحوم الحمراء أم لا.
1- أولًا، ما أهمية تناول اللحوم الحمراء بالنسبة لصحة الفرد؟
أما بالنسبة للمعادن، فتعتبر اللحوم الحمراء غنية بالحديد والزنك. فالحديد من المعادن الهامة لصحة الجسم، وذلك لأنه يساعد في تكوين هيموجلوبين الدم المسؤول عن نقل الأكسجين إلى أجزاء الجسم المختلفة. أما الزنك فيلعب دورًا مهمًا في تصنيع الخلايا إضافة إلى تنظيم عملية الأيض. كما تحتوي اللحوم أيضًا على العناصر المعدنية الأخرى كالبوتاسيوم، الفوسفور، الماغنيسيوم، والسيلينيوم الذي يعمل على تكسير الدهون والمركبات الكيمائية بداخل الجسم.
بالإضافة إلى البروتين والمعادن، تحتوي اللحوم على العديد من الفيتامينات الهامة لصحة الجسم؛ كفيتامين أ، وفيتامين ب، وكذلك فيتامين د. حيث تعمل الفيتامينات على تحسين صحة البشرة، وتقوية العظام والأسنان، ودعم الجهاز العصبي، وكذلك تحفيز الصحة العقلية.
2- كيف يؤثر تناول اللحوم الحمراء على الجهاز المناعي؟
أما خلال العام قبل الماضي، وفي دراسة جديدة من مدرسة الطب بجامعة واشنطن، اكتشف العلماء أن اللحوم الحمراء تحتوي على كميات عالية من حمض السَّياليك ” Neu5Gc” غير المتواجد في جسم الإنسان. وبالتالي عند تناول الإنسان اللحوم الحمراء والتي تحتوي على سكر الـ”Neu5Gc” يتفاعل الجسم معه، ويعمل على طرده بإفراز أجسام مضادة له، وبالرغم من ذلك لا يتأثر بها مما يسبب ضعف الجهاز المناعي، فيصبح الجسم أكثر قابلية للعدوى بالأمراض الانتهازية المختلفة.
3- هل تناول اللحوم الحمراء يُزيد من احتمالية الإصابة بالسرطان؟
كما أضافت منظمةُ الصحة العالمية اللحومَ المُصنعة كالبيرجر والسجق إلى مسببات السرطان مثل التدخين، والكحوليات. فتناول 50 جرامًا من اللحوم المصنعة يوميًا يزيد من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء، والقولون، والمستقيم بـ18%. وبالتالي فإن تناول اللحوم الحمراء والمُصنعة، يرفع احتمالية الإصابة بالسرطان.
4- هل تؤدي اللحوم الحمراء إلى الإصابة بالسكري؟
حيث تؤدي الإصابة بمرض السكري إلى منع البنكرياس من إنتاج كميات كافية من الأنسولين، الذي يحتاجه الجسم ليتفاعل مع السكريات التي يحصل عليها، وإدخالها إلى مجرى الدم لمد العقل وجميع أجزاء الجسم بالطاقة اللازمة. لذلك يتم علاج المصابين بمرض السكري بالأنسولين عن طريق الحقن، وذلك لمد الجسم بكميات كافية من الأنسولين عوضًا عن الأنسولين الطبيعي.
5- هل تناول اللحوم الحمراء يُؤدي إلى الإصابة بالزهايمر؟

وفقًا لدراسة بحثية من جامعة كاليفورنيا، فإن تناول المزيد من اللحوم الحمراء يؤدي إلى ارتفاع نسبة الإصابة بمرض الزهايمر. وذلك لأن اللحوم الحمراء تحتوي على كميات كبيرة جدًا من عنصر الحديد. وتناول الكميات الكبيرة من اللحوم يؤدي إلى رفع مستويات الحديد بالجسم وخاصة المخ، حيث يؤدي تراكم الحديد بالمخ إلى تدمير الأنسجة الدهنية التي تحوي الألياف العصبية بداخلها، مما يؤدي إلى الاضطرابات العقلية وصعوبة التواصل، مما ينتج عنه الإصابة بمرض الزهايمر.
6- هل يؤدي تناول اللحوم الحمراء إلى زيادة الهرمونات الضارة؟
7- هل يُمكن الاعتماد على الخضروات بديلًا للحوم؟
وبما أن اللحوم الحمراء تحتوي على كميات كبيرة من البروتين، فيمكن الحصول على كميات كبيرة أيضًا من البروتين النباتي، والموجود في البقوليات؛ كالفول، والعدس، والمشروم، والبروكلي، والحبوب كالقمح.
كما يُمكن الحصول على كميات الكالسيوم اللازمة للجسم، والمتواجدة في البرتقال والألبان. وكذلك الحصول على الأحماض الدهنية أوميجا-3، واللازمة للقلب والجلد والعقل، من الأسماك.
كما يُمكن الحصول على كميات الكالسيوم اللازمة للجسم، والمتواجدة في البرتقال والألبان. وكذلك الحصول على الأحماض الدهنية أوميجا-3، واللازمة للقلب والجلد والعقل، من الأسماك.
أما بالنسبة للفيتامينات الموجودة في اللحوم الحمراء، فيمكن الحصول عليها كذلك من الأطعمة النباتية؛ فيوجد فيتامين ب 12 في الحبوب، وفول الصويا، والأرز، والألبان، والعديد من الفواكه. وكذلك فيتامين د يُمكن الحصول عليه بالتعرض إلى الشمس يوميًا لمدة 15 أو 20 دقيقة في منتصف النهار.